بحسب فطرته مؤمن بأنه لا إله إلا الله كيف يبدو هذا ؟
إنسان ملحد عقيدته أنه لا إله وله أعمال مخزية جداً ، وعنده بنت صغيرة في سن الورود ، مرضت مرضاً شديداً أنفق كل ما يملك إلى أن قال له أحد الأطباء: لا تنتظر أن تعيش هذه الفتاة دعها كي تموت ، قال: كنت آخذها معي إلى عملي خشية أن تموت في غيابي ! لشدة تعلقه بها و هو يصر أنه لا إله
إرتفعت حرارتها وبقيت في الأربعين ولم يترك طبيب أطفال أو دواء ولا فائدة ! إلى أن همس في أذنه أحد الأطباء : إن هذه الحرارة لن تنخفض إلا عند الموت .
قال : في أحد الأيام قلت لزوجتي سخني لي الماء لأغتسل للصلاة وسأل زوجته : ماذا تقرئين في الصلاة ؟ إنه لا يعرف الفاتحة وتقول زوجته : بقي واقفاً نصف ساعةٍ يبكي ويقول يا رب إما أن تأخذها أو أن تأخذني أو أن تشفيها .. ضيّق الله عليه فظهرت فطرته فأين الإلحاد ؟ أين دعواك العريضة أنه لا إله ؟ وما أن سلم من صلاته حتى رأى حرارتها قد إنخفضت وبدأت تتحرك .
أقول لكم هذه الكلمة : ما من إنسانٍ ينكر وجود الله عز وجل إلا وهذا قوله يوم القيامة : { ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا وَاللَّـهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ *انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ ۚ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ } (الأنعام: ٢٣-٢٤)
والإنسان لا ينبغي له أن يأتي الله في الشدة ، بل عليه أن يأتيه في الرخاء ، والبطولة أن تأتي إليه وأنت معافى وأنت في أوج صحتك وقوتك ، ومالك ، وفراغك لا أن تأتيه بعد شدةٍ بالغة تنهدُّ لها الجبال .